تجنب هذه الأخطاء عند الاستثمار في سوق الأسهم

جلب وباء كورونا وفود من المتداولين والمستثمرين الجدد إلى سوق الأسهم، لذلك شهدنا خلال منتصف عام 2020 وبداية عام 2021 أحجام تداول مرتفعة للغاية، لم تشهدها الأسواق منذ سنوات عديدة.

وجدت دراسة أجراها Charles Schwab أن 15% من جميع المستثمرين في سوق الأسهم الأميركية بدأوا في سوق الأسهم في عام 2020، مما أدى إلى ظهور ما تسميه جيل جديد من المستثمرين.

وربما كانت فترة الوباء في عام 2020 هي الوقت الأنسب للاستثمار، حيث تراجعت الأسهم إلى مستويات متدنية وأصبحت رخيصة مقارنة بقيمتها منذ سنوات عديدة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الفائدة قرب الصفر.

وفي ظل بقاء العديد من الناس في منازلهم بسبب إجراءات الوباء التي طبقتها بعض الدول، لتساهم كل هذه الأمور في وصول دفعة جديدة من المستثمرين إلى الأسواق.

وشجعت شركات الوساطة العديد من الأشخاص على التداول في سوق الأسهم، من خلال إمكانية أن يقوم الشخص بفتح حسابات بدون حد أدنى وتداول بدون عمولة، حتى مع وجود مبلغ صغير من المال.

وقد تدفع حماسة البدايات العديد من المستثمرين إلى ارتكاب الأخطاء، والتي تكلفهم خسائر كبيرة في بعض الأحيان.

فيما يلي أبرز الأخطاء التي يجب تجنبها عند الاستثمار أو التداول في سوق الأسهم:

 

• الخطأ الأول: متابعة الأسواق باستمرار

من الطبيعي أن تراقب ما يحدث في الاقتصاد، لكن من السهل أن تجد نفسك تنغمس في الإثارة أو الهلاك أو الكآبة بسبب ذلك.

حيث تتحرك الأسواق باستمرار، ويمكن أن تقودك المتابعة اللحظية لما يحدث في الأسواق إلى التحقق باستمرار من أداء استثماراتك وتغييرها، وسوف تجد نفسك تأخذ قرارات متسرعة غير مدروسة بسبب إثارة الأخبار في بعض الأحيان.

تقول دانييل هاريسون وهي موظفة في شركة Harrison Financial Planning "لقد طلبت من العديد من العملاء إيقاف تشغيل أجهزة التلفزيون الخاصة بهم والتوقف عن مشاهدة أخبار السوق اليومية".

ويقول جو لوم مستشار الثروة في شركة Intersect Capital، إنه من من الأفضل للمستثمرين تجنب تتبع أدائهم بشكل متكرر، بينما أصبح الحصول على معلومات فورية عن تقدم محفظتك أسهل من أي وقت مضى، إلا أن هذا لا يعني أنه ضروري.

أضاف لوم يقول لوم: "إذا كنا نجري ماراثونًا، فلن يكون من المنطقي تتبع المسافة المقطوعة في زيادات ربع ميل، ويمكن قول الشيء نفسه عن الاستثمار طويل الأجل، لا سيما في حسابات التقاعد التي عادة ما يكون لها أطول أفق زمني."

تنصح هاريسون بأنه يجب أن يكون الاستثمار مملًا، وأن تنظر إلى استثماراتك على أساس ربع سنوي، والتي ترى أنها فترة أكثر من كافية لمعظم المستثمرين.

 

• الخطأ الثاني: تتبع الأسهم الأكثر الشهرة "Trends"

ربما شاهد الجميع حالة الجنون التي حدثت في سهم GameStop، بالإضافة إلى أحداث العملات المشفرة والتي تصعد وتهبط بقوة، لذلك فإن مطاردة الأسهم أو العملات الأكثر شهرة في وقت معين، يُعد من أبرز الأخطاء التي يرتكبها المستثمرون.

يقول دوجلاس بونبارث المؤلف المشارك لكتاب  The Millennial Money Fix"يرتكب الكثير من المستثمرين خطأ ملاحقة الأحداث الشائعة من أسهم أو عملات".

يوصي بونبارث ببذل الجهد قبل وضع الأموال في السوق.

أو كخيار آخر لضمان عدم التدخل منك في إدارة أموالك، ينصح  بونبارث بالاستثمار بشكل سلبي في الأسواق من خلال صناديق المؤشرات، حيث يرى أنه بالشراء صناديق استثمار مشتركة ومؤشرات متنوعة، فإنك تتحمل مخاطر أقل مما يحدث عند شراء أسهم شركة فردية.

 

• الخطأ الثالث: اتباع النصائح السيئة من وسائل التواصل الاجتماعي

لا تأخذ نصائح الاستثمار من أولئك الذين لا يعرفون وضعك المالي الشخصي، على سبيل المثال، قد تشعر بالضغط من قبل شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي لبدء الاستثمار في شركة معينة، لكنهم غير مدركين لخيارات الاستثمار الأخرى التي قد تكون لديك.

لذلك تأكد من إجراء البحث الخاص بك عند الاستثمار، واقرأ عن الشخص الذي يقدم المشورة المالية على أي منصة وسائل اجتماعي، سواء كان مبتدئًا للتو أو مستثمرًا ذو خبرة.

 

• الخطأ الرابع: عدم إعطاء استثماراتك وقتًا لتنمو

عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن عامل الوقت مهم.

من الناحية المثالية، يجب أن تحتفظ باستثمارات لأطول فترة ممكنة لتعظيم عوائدك.

حيث تقول هاريسون: "الاستثمار هو شيء تفعله مع توقع عوائد معقولة على مدى فترة طويلة الأجل".

من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها المستثمرين، أنهم ينفذون استثمارًا بهدف مضاعفة أموالهم في فترة زمنية قصيرة، والتي عادة ما تكون أيامًا أو أسابيع، وهم لا يدركون أن النمو السريع يأتي مع الكثير من المخاطر.

بمعنى آخر من المحتمل إذا حاولت أن تضاعف رأس مالك في وقت قصير، قد تخسر جزء كبير منه.

 

• الخطأ الخامس: استثمار أموال قد تحتاجها قريبًا

قبل الاستثمار، يجب أن تتحكم في كيفية إنفاق أموالك، عن طريق وضع جزء من أموالك كاحتياطي نقدي حتى لا تحتاج إلى الاعتماد على استثماراتك عندما تواجه حالة طارئة أو ترغب في إجراء عملية شراء معينة.

من الطرق الجيدة لمعرفة ما إذا كنت مستعدًا للاستثمار، هو فهم ما إذا كان لديك مبلغ نقدي في حساب توفير مخصص لجميع أهدافك على المدى القريب، بحيث عندما تحدث التقلبات في سوق الأسهم لا تتأثر حياتك الشخصية ومستواك المادي بالتقلبات التي تحدث.

 

• الخطأ السادس: التأخير في الاستثمار

يعد اختيار عدم الاستثمار مطلقًا خطأ مكلفًا، لأن الاحتفاظ بكل أموالك في حساب مصرفي يعني أن المال يفقد قوته الشرائية بسبب ارتفاع معدل التضخم.

تقول هاريسون: "بعض الناس خائفون جدًا من الاستثمار لدرجة أنهم لا يبدأون، ويخسرون التأثير المركب المذهل الذي يمكن أن يحدث على المدى الطويل بسبب التضخم".