"أصبحنا لا نطيق ارتفاعات الأسعار وتكاليف المعيشة باتت حادة".. هكذا حال معظم مواطني الشعوب، بسبب الزيادات السعرية الكبيرة في العديد من السلع والمنتجات الغذائية وغير الغذائية.. فما الممكن الذي يمكننا فعله؟
يشهد العالم موجة تضخمية كبيرة عصفت بأسعار كل شئ؛ الغذاء والطاقة والمعادن وحتى الذهب.
ما السبب؟
لم يكد الاقتصاد العالم تنفس الصعداء جراء أزمة كورونا خلال العام الماضي، إلا أنه سرعان ما اصطدم بأزمات عدة تمثلت في ارتفاع أسعار الطاقة بسبب زيادات الطلب ونقص السلع وارتفاع تكاليف الشحن.
ساهمت العوامل سالفة الذكر إلى وصول معدلات التضخم العالمي إلى مستويات قياسية، حيث كانت أعلى من 5% لأكثر من 12 شهراً وتحديداً طوال عام 2021.
ومؤخرًا، زادت الأزمة الروسية والأوكرانية من حدة ارتفاع أسعار السلع وأيضاً مواد الطاقة، ما أدى إلى تسارع معدلات التضخم بشكل أكبر، وباتت شبحاً يواجه جميع الاقتصاديات، لا يفرق بين ما هو ناشئ أو متقدم.
ارتفاع أسعار الطاقة تعتبر أحد المسببات الرئيسية في ارتفاع أسعار الغذاء، لأنها بالطبع تؤثر على تكاليف النقل من ناحية، وتدخل في بعض العمليات التشغيلية من ناحية ثانية.
كان ما سبق ملخصاً لما يجري من متغيرات تسببت في ارتفاع أسعار السلع ووصول البعض منها إلى عنان السماء.
كيف نتعامل مع الأزمة؟
ثمة العديد من الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها في ظل تلك الأوضاع، ورغم أنها تختلف حسب دخل كل أسرة وثقافتها الشرائية، لكنها اتفقت في عاملين هامين هما: ضبط الإنفاق وترشيد الاستهلاك.
قال رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، عمرو الألفي: "لقد حان الوقت لاتجاه الأسر نحو ترشيد استهلاكها، وإن كان هناك صعوبة في ضبط استهلاك الغذاء فعليهم اللجوء إلى الأنواع البديلة ذات السعر الأقل".
بالطبع، ارتفاع معدلات التضخم تؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين سلباً، لذلك يجب ضبط الإنفاق وتخصيص الأموال نحو الأولويات فقط.
ومن الممكن أن تتجه الأسر إلى الاقتراض لعبور الأزمة؛ إذ تنخفض قيمة النقود مع مرور الوقت.
وفي سياق موازٍ، حدد مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، مجموعة من القنوات الاستثمارية والتي يمكن أن يلجأ إليها الأفراد للحفاظ على قيمة أموالهم في ضوء تلك الاضطرابات.
حيث يقول رئيس المركز، عبد المنعم السيد: "إذا كان الشخص لديه مبلغ لن يحتاجه خلال ثلاث سنوات يمكنه اختيار مجال استثمار متوسط المدى يوفر العائد المادي خلال هذه المدة، أما إذا كان الفرد سيحتاج الأموال خلال عام يمكنه التوجه لمجال آخر يوفر العائد خلال عام".
توجد أدوات استثمارية متنوعة على الكثير أن يتجه إليها خلال هذه الفترة.
أثرت الأزمة الجارية على الأسواق والبورصات العالمية، ما أدى إلى انخفاض أسعار الأسهم بصورة كبيرة، لذلك يمكن استثمار مبالغ صغيرة أو كبيرة في الأسهم التي قد تحقق عائدات وأرباح غير متوقعة على المدى القريب، وفي الوقت نفسه ستكون أكثر ربحية على المدى البعيد.
وينصح مركز الدراسات الاستراتيجية، بعدم استثمار الأموال في شركة واحدة فقط، بل توجيهها عدة شركات، لتنويع المخاطر.
تعتبر الصكوك من الأدوات التي الاستثمارية التي أوصى بها مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، لأنها ورقة مالية قليلة المخاطر، ودائماً ما تكون مرتبطة بأصل معين.
يعد الذهب أحد المحافظ الاستثمارية الهامة والملاذ الآمن للاستثمار في أوقات الأزمات؛ ودائماً يعد أحد الوسائل الاستثمارية الأساسية التي تحافظ على قيمة الأموال.
من المتعارف عليه، أن الذهب هو الملاذ الآمن الذي يتجه إليه المستثمرين أوقات الأزمات، فتحركاته مهما كانت هبوطية فإنها ترتد سريعاً وترتفع أسعاره مرة أخرى.
الاستثمار في العقار أحد أهم الاستثمارات، ومخزون لقيمة العملة، في الوقت نفسه يعد من الوسائل السهلة التي يمكن إعادة بيعه أو تداوله عبر تأجيره، ومن ثم تحقيق عوائد شهرية منه.
بقلم: فاروق يوسف/ مُحرر في CNBC عربية
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي